الجزء الرابع
وفي اليوم الرابع من الرحلة، توجهنا إلى
"فورت كوشن" بمعنى قلعة كوشن في الإنجليزية. والكلمة المقابلة للقلعة
تجيئ من قلعة "إيمانوال" التي بناها البرتغاليون إثر إعطاء ملك كوشن
المنطقة التي تم تسميتها فيما بعد باسم "فورت كوشن" للبرتغاليين إياهم
عام 1503م، تبعا لما قاموا بعون الملك على الانتصار على مملكة ساموتري بكالكوت. وكلمة
"كوشن" يقال عليها أنها جاءت من "كوشو" تعنى شيء صغير منه و
"أزي" تعنى الميناء، فكوشن تعنى الميناء الصغيرة.
طبعا كلما نمر إلى داخل المنطقة نتحول من
السياح العادين إلى الناقلين من ألفية الواحد والعشرين إلى القرن الربع عشر
التاريخي، حيث نرى المبالني معظمها إما في تصميم برتغالي أو هولاندي أو بريطاني،
إضافة إلى بعض من المعالم التاريخية المشهورة المنتشرة في المنطقة. نزلنا أولا في
المتحف البرتغالي الهندي بقرب "بيشاب هاوس" أو بيت المطران، وهو مليئ
بالتراث النصراني الأوروبي العتيق، خاصة على
أنه أكثرها أصلا وبرتغالية.
ثم نزلنا المقبر الهولاندي، وشعرنا أنهم
يتكلمون معنا لأننا نادرين في اطلاعنا على تلك القبور ولا يهتم بها معظم السياح.
قد استمر النفاذ الهولاندي على هذه المنطقة
الساحلية من جنوب الهند لمائة واثنتين عشرة سنة تقريبا، تابعين للسيطرة
البرتغالية. ثم توجهنا إلى كنيسة الفرانسيس المقدس التي أيضا من معالم البرتغاليين
والتي تم بناؤها عام 1503م. كان قد دفن التاجر الفاجر والرحال العنيف فاسكو ذي
غاما البرتغالي أولا في هذه الكنيسة إلا أنه تم استخراج الجثة منها ونقلها إلى
برتغاليا من قبل واحد من أحفاده.
قمنا بجولات كثيرة وبعضها بالتكرار في
المنطقة متشممي رائحة الاحتلال النصراني العنيف "المثقف" على الشعب
الهندي الغير مثقف، ورائحة الاحتلال الهولاندي الذي يراه الكثير أنه وقت الازدهار
والتقدم بشكل عام. المباني كلها إما من الخشب أو أنها مباني شامخة جدا لبنائها في
حجم كبير جدا. وبينما كنا نتجول آن المساء فأسرعنا إلى شاطئ فورت كوشن. هذا شاطئ
عادي وما ليها قيمة خاصة إلا أنها قد شهدت زحفات السيد فيدرو ألوارس كابرال
البرتغالي صاحب الاحتلال القتال على شواطئ فورت كوشن. طبعا من الله علينا بفرصة
ذهبية للغالية وتلك لأن نرى السفن الكبرى التي تزور بكوشن تدخل وتخرج عن طريق مدخل
السفن إلى ميناء كوشن. استطعنا أن نودع المسافرين في سفنية "كوستا
فورتونا" من قريب...
وفي الشاطئ ممر ممتاز وفي نقطة منها آنيتان
كبيرتان لتحرير الماء، ومرساة قديمة وهي لسفينة "فيلينجطن" باسم الأمير
فيلينجطن، صاحب خلق جزيرة فيليننجطن إضافة إلى بواقي قلعة إيمانوال. نرى واحدا من
نقاط المراقبة للقلعة منغمسة في الأرض نصفها. بعدما جاوزتنا السفينة وغربت الشمس
رجعنا من شاطئ فورت كوشن.
الرجاء منكم الاتصال بنا عند تخطيط أسفاركم ورحلاتكم على واتساب 009194955090009