Friday, 29 January 2016

رحلتي إلى راميشورام في الهند


طعام تاميل نادو مشهور في العالم، وخاصة دوشا، إدلي، وادا، ومخلوطاتها مثل شاتني، وسامبار، وشامّانتي المصنوع من مسحوق النارجيل والبهارات...نزلنا للطعام في كويامباتور، المدينة الكبيرة الأولى في ولاية تاميل نادو، بعد بالاكاد في كيرالا. طبعا، تناولنا الرز مخلوطا مع سامبار، مع شامّانتي (الذي يعني مسحوق). استمررنا في السفر، والحين يسوق السيارة زوج أختي...كانت الشاحنات تجري بعدد كبير جدا، حيث أن الليل لا لباسا لهم، بل الوقت المناسب أكثر لعبور مسافة كثيرة إلى مكانهم المقصود...مسكينون، لا ينامون في الليل ولا يصحون في النهار!! لذلك حوادث الشاحنات شيء معروف في جنوب الهند، المنطقة الأكثر جبلا وشوارع متعرجة. نزلنا مرة ثانية من هذه الليلة، أمام بقالة. شربنا القهوة وكانت لذيذة جدا حسب مفاهيم اللذة المحلية، وطبعا، كان أكثر النازلين سواقي الشاحنات.


جلست في كرسي السائق من هنا. كلهم ناموا إلا المتكلم، وكانت السيارة تجري بسرعة...شارع خالي، إلا الشاحنات، وكانت الأشجار الواقفة على كلي الجانبين مغروسة على بعد معين بين الاثنتين، تكرر حضورها وتسلم علي، وتشجعني على السفر...وها نحن ندخل ماتهورا-مدينة المعابد (الهندوسية)، وعلى رأس تلك المعابد معبد (لمعبودة) ميناكشي. ميناكشي ديفي، أو معبودة ميناكشي تمثل بارواتي، زوجة شوفا إله من آلهة الهندوسية، وكلمة ميناكشي تعني إمرأة ذات العينين السمكيتين. صلينا الفجر هناك في جانب الطريق، واستأنفنا السفر إلى راماناتافورام، المدينة الكبرى القادمة.


رامالناتافورام مشهورة للمعابد الهندوسية، وقبل قليل حصلت على شهرة جديدة، وهي أن المدرسة  الابتدائية التي تعلم فيها الدكتور عبد الكلام الرئيس الهندي الراحل، توجد في هذه المدينة وهي صغيرة تقريبا. مدرسة الشوارتز، التي أسسها المبشرون الألمانيون في القرن الماضي، حظيت أن تكون سعيدة جدا أن كان الدكتور عبد الكلام قد تعلم فيها، ونرى هذا الأمر مذكورا مع تقدير كبير لللمدرسة إضافة إلى معلميها حينئذ، في سيرة حياته "أجنحة من النار" التي نشرتها "يونويرسال بريس". نزلنا هناك للفطور، وتناولنا إدلي ومسالة دوشا وفونكال، كلها مصحوبة بشاتني وسامبار وشامّنتي. والله كان الطعام ممتازا جدا!!


No comments:

Post a Comment