Thursday, 18 February 2016

رقص "موهيني آتام" الهندية


رقص "موهيني آتام" الهندية

الراقصة تتجمل فشعرها تشد كقبضة وتوضع عليه أزهار الياسمين، وجسدها تكثر من الحلى الذهبية (وهذه الأيام الحلى بللون الذهبي) فتلبس القلادة، والأوسار، والحزام، والخلخال، وطبعا رنين هذه الحلى عند حركات الراقصة من أهم العناصر الإضافية وفي الحقيقة من أهم الأصوات التي تخطر في بال الناس لما يتفكرون عن "موهيني آتام". هذا الرنين يبدأ أن يسمع من بعيد عند قدوم الراقصة إلى المسرح أو المنصة، وتستمر على طول الرقص ولا تنتهي إلا بعد داقائق من أن فارقت الحضور. تصاحب هذا الرقص بعض من آلات الموسيقة مثل الكمان وفينا (آلة هندية مثل قيثارة لكن مع عاء في النهاية وفي موضع قرب الوسط) ومريتانغام (آلة من آلات النقر الهندية).


 

وفي الحقيقة، الراقصات في الهند القديمة كانت يطلب منها الرقص لإرضاء النخبة والرجال الكبار أو الملك نفسه في مواقف مختلفة في الدول القديمة. وأحيانا هذا الرقص يتابعه جماعها مع رجل من الحضور، لأن معظم الراقصات كن من نوع "ديفا داسي" وهي عبارة عن بنات تنتمي إلى الطبقات الدنيا حسب نظام الطبقة الهندوسية، تخرج من بيوتهن إلى المعابد الهندوسية القديمة تتكرس حياتهن في خدمة المعابد والعباد ورجال البراهمة، ومن ضمن مفهوم "الخدمة" الجماع إجباريا أو اختياريا مع من يطلب منها من رجال الدين أو الإدارة. لذلك كان هذا الرقص يعرف أيضا باسم "داسياتام" بمعنى رقص المتكرسات خاصة في عهد مملكة "شيرا" في جنوب الهند من القرون التاسعة إلى اثنتين وعشر.



وبعد انتهاء تلك المملكات والعرب إلى سواحل الهند، وخاصة بعد قدوم المحتلين إلى شبه القارة الهندية، ومنهم لا سيما البريطانيين، انطفأت معالم النظام الطبقي والبراهمة في الهند بكثير، فطبعا شهدت كثيرة من التغيرات الباهظة ومن بينها انتهاء نظام "ديفا داسي". صاحب ذهاب هؤلاء البنات اضمحلال أضواء هذا الرقص القديم الهندي، إلا أنه بقي في البيوت جنوب الهند كرقص من رقوص النساء والتراث الهندوسي. كانت النساء في كيرلا يجتمعن في مواقف معينة، ومن بين نشاطاتهن يقمن برقص "موهيني آتام" فردا أو جماعة، حيث يشاهده الرجال من العائلة والجيران فقط. ولكن، قام كثير من محبي هذا الرقص والتراث القديم ببذل جهودهم لأجل إدخاله في قائمة المسابقات لمهرجان الفنون والأدب لعموم مدارس كيرالا. والحين رقص "موهيني آتام" إضافة إلى "بهاراتا ناديام" و"كوجوبوتي" وما إلى ذلك من الرقوص الجنوبية القديمة أحد المسابقات ذات الأهمية الكبيرة في مهرجان الفنون والأدب لعموم مدارس كيرلا، طبعا من قبل كل من الطلاب ووالديهم ومعلميهم.


وتشهد كيرالا في السنوات الراهنة كثيرة من الطالبات تتشارك في المسابقة في كل من مراحل الابتدائية والثانوية وثاني الثانوية وحتى الجامعية، يبذلن جهودهم القارصة في التعلم والتدريب وأخيرا في العرض على المنصة، في لباس فاخر وحلى ممتازة وتسهيلات إضافية حتى بتكلفة كبيرة. وبسبب الثقل من كل هذا الشيء بعضهن إذا فشلت خطوة أو خطوات فتنهار على المنصة. ففي الجملة، تتمتع كيرلا بتراث رقص "موهيني آتام" في العصور القديمة في طريقة، وكذلك في العصور الحديثة في طريقة أخرى...

No comments:

Post a Comment