رقص بهاراتا ناتيام الهندية
رقص بهاراتا ناتيام
نبدأ بالكلام عن بهاراتا ناتيام بالبيان الموجز عن تاريخ السيدة
روكميني ديفي آروندايل، التي نحتفل مولدها اليوم. كانت سيدة عظيمة الشرف تنتمي إلى
فسلفة التصوف، وراقصة الرقص الهندي "بهاراتا
ناتيام" ومديرها ومدربتها كما كانت ناشطة لحقوق الحيوانات ورعايتها. تعتبر
الشخصية التي قامت بإحياء رقص "بهاراتال ناتيام" من شكله الأصلي القديم "سادهير"
الذي كان منتشرا عند "ديف داسيات" في المعابد الهندوسية (وهي البنات
المتكرسات حياتهن لخدمة الإله عن طريق خدمة المعابد والبراهمانيين).
وعلى الرغم من
أنها منتمية إلى إحدى الطبقات المرتفعة من النظام الطبقي الهندي، فقد تكرست حياتها
لأجل رقص "بهاراتا ناتيام" الذي كان شيئا فظيعا غير مقبول عند العوام في
العشرينيات من القرن العشرين. قامت بنشاطات لإحياء وتقديم الفنون الهندية القديمة
والحرف اليدوية، كما أنها ليست متعلمة لهذا الرقص فقط، بل وقد عرضت مواهبها
الرقصية على المنصات أيضا رغم كثير من المعارضات الثقافية. قد حصلت كرسيا في قائمة
"المائة المكونين للهند" التي نشرتها مجلة "إينديا تودا"، كما
أنها حاز جائزة "بادما بهوشان" من حكومة الهند عام 1956م، ومنحة الأكاديمية
للموسيقة والمسرحية التابعة لحكومة الهند عام 1967م.
كان والدها السيد "نيلاكاندا شاستري" موظفا في الحكومة
البريطانية، وكان كثير النقل عبر المناطق في الهند فطبعا معه أسرته، وكانت أمه
محبة للموسيقة. تعلق والدها مع مجموعة الفسلفة التيوسوفية عام 1901م، وأحبها حبا
ولوعا حتى كان مقلدا للسيدة "آني باسانت" البريطانية. بعد تقاعده من
الوظيفة استقر بجوار مقر المجموعة في"أديار" بتشاناي في تاميلنادو. بدأت
ديفي الصغيرة من هنا التعاليم التيوسوفية للمجوعة، وانفتحت أمامها أفاق الموسيقة
والثقافة والمسرح. لقيت من هناك السيد جورج آروندايل، رجل كبير من التيوسوفية
وصديق للسيدة آني باسانت، كما كان عميدا لكلية الهندو في بنارس، وأصبحا حميمين حتى
أن تزوج منها عام 1920م، مؤدية إلى أن تصيح السيدة روكميني ديفي
"أروندايل". بعد الزواج استطاعت أن تسافر في أنحاء العالم، ومن بينه
لقيت مع المفكرة التربوية العظيمة السيدة ماريا مونتيسوري، وكذلك الشاعر السيد
جيمس كوسينس. ارتفعت مكانتها من بين أعضاء المجموعة التيوسوفية حتى تم اختيارها
رئيسة لاتحاد الشبان التيوسوفيين لعموم الهند عام 1923م، ورئيسة للاتحاد العالمي للشبان
التيوسوفيين عام 1925م.
لقيت مع الراقصة الوسية أنا باولوفا في مومباي أثناء زيارتها إليها،
وسافر الزوجان معها في نفس سفينتها إلى أستراليا. ومنذ هذه الرحلة اتخذت من السيدة
آنا باولوفا شعلة الرقص، وبدأت أن تهتم بالرقوص. هذا الاهتمام أدى في آخر الأمر
إلى أن تلفت انتبهاها الرقص الهندي العتيق، "بهاراتا ناتيام" الي كانت منتشرة
في زمان عبر المعابد الهندوسية وكانت ترقصها "ديفداسيات".
No comments:
Post a Comment