Thursday, 24 March 2016

جولتي في كوشن

جولتي في كوشن


رحنا اليوم إلى فورت كوشن، منطقة بجوار كوشن العتيقة. طبعا كوشن معروف لدى العرب والعجم، أما المناطق التي حولها القريب أو الوجهات التي تحيطها فهي ليست بمعروفة كذلك. يالله نتعرف  على منطقة جميلة للغاية في مختلف النواحي.


رحنا من مسكننا في فايتيلا وهو مكان بحدود مدينة كوشن، عن طريق الباص إلى محطة القوارب. ركبنا واحدا يتجه نحو فورت كوشن، مقصدنا اليوم. كانت البحيرة بالزبد المعتدلة على عادتها، وكان زورقنا يجري بسرعة غير خطيرة...كانت بعض من السفن توقفت في الميناء، فواحدة منها ناقلة النفط تنقل النفط من مدينة كوشن وكذلك توصله إليها، وأخرى سفينة شحنة، حيث تنتظر أن تصل مستواها الأعلى أو المسموحة من الشحنات وكانت يتم إجرائات حملها ووضعها في ميناء جديدة تم بناؤها على رياسة دي بي ويرلد التابعة لدبي. أما السفن العادية للركاب ففي كل اسبوع تقريبا تزور سفينة واحدة على الأقل ميناء كوشن، غالبا تابعة لشركات دولية تحمل المسافرين الدوليين، يرون كل شيء في فورت كوشن ومتانجيري وما حولها من المناطق آثار آبائهم الأولين ورجال من أجيال قومهم قد مضت...



فورت كوشن منطقة صغيرة جدا ولكن مليئة بكمية كبيرة من التراث القديم للغاية سواء أكانت لليهوديين، هوالنديين، برتغاليين، الإفرنجيين أو الإنكليزيين. نرى هنا المباني التي تم بناؤها في القرون التاسع عشر أو قبلها، وكنائس بناها الهولانديون أو البرتغاليون، ومعبد لليهود وهو حي بالنشاطات الدينية حتى الآن، ومقابر لليهوديين والهولانديين بوجه خاص. فاسكو ذي غاما كان من التجار البرتغاليين المعتادين على أهالي كيرالا وجنوب الهند بشكل عام، وقد هاجم على سفينة تحمل عددا كبيرا من الحجاج والحاجات بقرب ميناء كالكوت، وقتل رجالهم واعتقل نساءهم ثم اعتصبوهن في السفينة نفسها أي قبل أن يلمسوا تربة أراضي كيرالا!!! إحدى الكنائس الموجودة هنا تشتمل على قبر لهذا التاجر الفاجر عدو الإسلام والمسلمين حينئذ إلا أن ما بقي من جسده المدفون عقود كثيرة تم استخراجها ونقلها إلى برتغال من قبل ابن حفيده...هناك أمر عجيب أنك ترى في داخل هذه الكنيسة أشكال على الجدار تشبه القبر وهي في الحقيقة قبر نفسها ولكن في شكل قائم!!! هي قبور الرهبان القدماء المتعلقين بهذه الكنيسة.


توجد هنا بعض من القلعات الصغرى التي كان يعمرها رجال سيطروا على أيادي رجال هذه المنطقة واغتصبوا نساءهم واستعبدوا أولادهم...فورت كوشن حظية جدا أن تكون ذات ساحل بحر مع كون البحر عميق جدا بين الجزر العديدة المنتشرة في هذه المنطقة مؤدية إلى تكوين خليج، على خلاف السواحل الأخرى حيث أن بحارها لا تكون عميقة جدا. أما هنا فالسفن القادمة إلى ميناء كوشن تدخل من البحر الخارجة إلى مواقف الميناء عن طريق هذا الخليج. كان سكان وزوار هذه المدينة سعداء جدا يوما من الأيام في الماضي، أن يشاهدوا السفينة الثانية في العالم بالنسبة إلى الحجم "كيون ماري 2" قامت بزيارتها التاريخية إلى ميناء كوشن. كثيرة من سفن الركاب تزورها والمسافرون الدوليون خاصة الأوروبيون يقومون بجولة في هنا وهناك في المدينة منظر أكثر من العادي عندنا...



وبعد جولة وكلام وأكل مما تباع في حاشية الممر، رجعنا عن طريق القارب العابر عن طريق بحيرة "فيمباناد" نعمة كوشن الخاصة وكيرالا العامة...أهلا وسهلا بكم إلى كيرالا، بلدة الله الجميلة!! تابعونا على رقم 00919495509009

No comments:

Post a Comment