Tuesday 12 April 2016

رحلتي في كوشن

رحلتي إلى كوشن


الجزء الأول

أنا فخور جدا وليس بمتكبر جبار على أني أمتلك من دراجة بالسار 220ف لشركة باجاج الهندية. إنه دراجة قادرة للجري بسرعة مخيفة مقارنة بالمقاييس الهندية رغم أن بضعا من الدراجات توجد في الهند نفسها التي تتمتع بمحرك قادر على جري بسرعة مخيفة أكثر وكذلك بقدرة الوصول إلى المائة من الصفر في وقت أقل من بالسار (وبعض منها ذات الطاقات القليلة من بالسار لكنها إنتاجات لشركات يابانية أو أوروبية). دراجة بالسار 220ف مشهورة عبر الشبان والعارفين في هذا المجال، أنه دراجة ممتازة بشكل عام اعتبارا النواحي المختلفة ذات العلاقة بالدراجة النارية وما يتعلق بها من الأمور. 

دراجتي الغالية "أورورا" تتلون بلون الأسود وتتمتع بصوت ممتع غير محرج للجميع بشكل عام (علما بأن بعضا من الدراجات التي سبق ذكرها أعلاه تتمتع بصوت محرج جدا خاصة للمسنين وكذلك غيرهم كما أنها تخالف مع المقاييس الصوتية المناسبة للإنسان وحياته السلمية). ممكن ميزتها الكبرى، حسب ما أقول، هي تحكمها العالية، حيث أن مقبضها تعطيك انطباعا أنها في تمام تحكمك يا فارس (انا استخدم هذه الكلمة بقصدين؛ 1-هناك فرق في اللغة وكذلك في الحقيقة بين سياق المراكب ذات الإطارين والتي بالإطارت أكثر منها 2-الدراجة النارية تستطيع أن تكون في نفسك أنك تسير على ظهر خيل من حسن الجياد العربية بطريقة لا تحس كذلك بهذه الدقة لو تجري ولو بسرعة عالية حتى في لامبورجيني) شكلها وتصميمها الذي قام بها فريق باجاج رائع جدا، حيث أن حتى بعد إطلاق بعض من الدراجات اليابالنية والأوروبية دراجة بالسار تبقى محبوبة في قلوب حتى المسنين.




نحن (انا وزوجتي بين ملائكة) بدأنا سفرنا إلى كوشن من أريكوت قريتي الحبيبة يوم الإثنين الرابع من أبريل 2016 على "أورورا" صباحا في الساعة السابعة ونصف صباحا. كانت المسافة المقررة مائة وستة وثمانين كلومتر، عن طريق الشارع الكبير الساحلي في كيرالا.

رحنا إلى بيت زوجتي أولا وقاموا بوداعهم لنا، ثم اتجهت إلى ولانجيري. أثناء الطريق نزلنا في بيت عمتي عفيفة واستقبلتنا مع زوجها السيد مجيب الرحمن وأولادها الأربعة وأكرموا مثوانا كلاما وأكلا وشربا.




استمررنا الرحلة، حتى نمر بمقبر الشيخ عمر القاضي البلنكوتي. كان هناك مقبر مبني عليه ووضع عليه أسمنت كما أنه مدهون باللون الأخضر والمفروشات ومزخرفات الخرافات. الشيخ عمر القاضي البلنكوتي كان شاعر كبيرا حاذقا موهوبا غمر البداهة، وقد جاهد البريطانيين المحتلين في أراضي الهند بأشعاره القوية جدا، إضافة إلى ما قام به من دعوة وتوعية ورثاء وما إلى ذلك من المجالات المتنوعة بأشعاره الكثيرة القيمة لغة ومعنى وسياقا. سلمنا على الراقد في القبر ثم استأنفنا.